الخميس، 27 سبتمبر 2007

عندما تنتعلهم الأحذية


" قَرَّرَ أَنْ يَرْتَقِيَ مِنَ إِسْكافِيٍّ إلى حَذَّاءٍ"
- حنا مينه


بدرية :
تنتعل حذاءً يضغط على قدمها الممتلئة ، وترى ظاهر قدمها متكوّماً ببروز . أعرف وقع خطواتها المتأنية والتي تتكتك برتمٍ متناغمٍ على الأرضية الصقيلة .. تتعمّد لبس تنانيرٍ تميل للقصر ، ليظهر كعب الحذاء النحيل جداً ، والمترّنح تحت ثقلها . تستمدّ إحساساً بالخفّة من الكعب الرشيق ، وتنتشي بالتكتكة التي توحي بالأنوثة والغنج.


حنان :
تمشي في الحذاء ، هذا بالضبط ما أشعر به عندما تدخل . تكره ما يقيّد حركتها ، والأحذية تدخل ضمن ذلك النطاق . روح تلك المرأة عظيمة لا يسعها إلا الأحذية الضخمة جداً .. تقول : لا يمكن أن أشتري حذاءً لا أستطيع تحريك أصابع قدمي فيه .. أختنق ، أختنق !


هدى :
حذاؤها يشي بلؤمها . تجلس وهي تضع رجلها اليمنى فوق اليسرى .. ويواجهني لسانها الأسود الذي استطال متهدلاً من فمها ، حتى قدمها .. تتحدث والحذاء المدبب الرأس يتماهى مع ما تقول . ترتفع مقدمته بحدّة ، يميل لليسار بتهديدٍ صارم ، ويهتزّ بانفعال مربك .


بسمة :
عندما كانت صغيرة ، ارتدت حذاءها الرياضي بسرعة واحتكت أصابع قدمها بخنفساء كبيرة أغراها سبب ما للنوم هناك .. منذ ذلك الحين وهي تحتفظ بأحذيتها في دولابٍ مخصص للأحذية خارج غرفة نومها ، وتحرص على انتقاء الصنادل المفتوحة التي لا تجتذب الخنافس .. حتّى عندما تتكثّف الأنفاس على زجاج النوافذ من شدّة البرودة ، تظل عينا صندلها مفتوحتين .. تنتعل الحذاء ، ولا ينتعلها.


هيفاء :تحذي قدميها حتّى لا يقال أنّها تسير حافية ، تنتعل مداساً خفيضاً شرقي التصميم . تحب أن تبقى قريبة من الأرض . دائماً تزيل الملصقة البلاستيكية الشفافة التي تحمل ماركة الحذاء ، ويلتصق عقب قدمها ببقية الغراء .. تخطو بطرطقة مزعجة لا يبدو أنها تسمعها .عندما ترتدي البلادة مداساً ، تكون هيفاء .

هناك تعليق واحد:

  1. نفسك في الكتابة فن !
    ويقولون عن من يلطم خد الحس الفني للكتابة في الصحف كتاب
    أتصدقين؟

    ردحذف