الخميس، 27 سبتمبر 2007

فالصو

" أبا آذان ، اللي يتفرّش إذن ، ويتغطّـى بإذن "
" أبا آذان " .. ثابتة النصب في وجه المتغيرات النحوية .
كنت أعشق تلك القصة من والدتي رغم الأرق الذي غرسته بين أجفاني ، ورغم المقطع الذي يتجلى فيه آداء " أبا آذان " بحرفنة أسطورية حين يردد بثقة مطلقة" أشـــمّ ريـــح إنْــس " عند اقتحام الأخ الطمّاع قصره المنيف لسرقة جنيهات الذهب
ظلّت تلك الجملة تطاردني شهوراً طويلة ، و " أبا آذان " الذي يتمتع بحاسة شمّ خارقة ، يقطع " الإرتداد " جيئة وذهاباً .. ويتوقف وقفة مشكّكة تحت نافذة غرفتي في الدور الأول . حاولت أن أطبّق مبدأ العقل يغلب القوة ، " برطــغ " شعري بزيت النارجيل الذي سيتوّه أنف " أبا آذان " .. وانتهيت إلى مستنقعات نارجيل تتوسط كل مخدات المنزل - حتى مخدات صباح الخير التراثية - وتسببت لليسوعية " سلين " التي كانت تقسم بعظمة زيت بالنارجيل بصبأ أبدي به .. بعد أن لاحقتها رائحته في كل ركن.
تراجعت سطوة " أشمّ ريح إنْـس " أمام الوحوش التقنيّة ، حتى وصلت للمرحلة التي قلت فيها لـــ " أبا آذان " : روّقـــنــا يا شــــيـــخ .. ترى يمدحون مراتب سليب هاي


ومثل سباق التتابع ، حان دوري لنقل ذلك الموروث الشعبي النادر إلى الجيل الجديد . وحاولت - لتيقّـني من أن السيناريو المرصود للقصة يفوق قدراتي - أن أُخرج الأحداث بأكبر كميّة ممكنة من المؤثرات الصوتية والبصرية ..
وكما هو متوقع ، كانت القصّة مثل شاحنة أفغانية عظيمة الهيكل ، ساذجة " الزبرقة " ، وظهرتْ طفولية وبمفردات " ترقل " مثل ( كذا - زي - هرب ) . قُــتلت روح " أبا آذان " المهيبة ، وصار ممثلاً..هزلياً من الدرجة الثانية في نسخة كوميدية للقصة تماماً كما فعلوا بـفيلم


" scream "


ونام الجيل الجديد في تلك الليلة قرير العين ، بعد أن اغرورقت مآقيهم بالدمع جرّاء الضحك ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق