
أنت أنانيّ . عندما نركب ذات العربة ، وتهزّنا بذات الطريقة ، دائماً تصل ولا أصل ، هذا بالضبط ما قلته له ..
بعد عبارتها الملغومة تلك ، انكمشت والدتها ، واقتربت أكثر من الأرض تجلّلها دعواتها بالستر ، وثار والدها فازداد طولاً صرخ بها والدها :
- تستحقين والله أن يرميكِ زوجكِ بعد ما قلتيه له ، يا عديمة الحياء ..
الصفعة المشتعلة التي تلقّتها سميرة من والدها بعد ذلك ، أوصلتها لمنتصف الصالة . لم تسقط ، ولم تتوقف ، بل جرت إلى غرفتها السابقة تاركةٍ المكان وراءها يطفو فوق الدموع المالحة لوالدتها وأختها الصغرى ، ثمّ اختبأت في السرير
طالما اعتبرتها والدتها ( وسيعة وجه ) . تربّصت بها هاتان الكلمتان لمّا كانت تفتح نافذتها المكشوفة للجيران ويصدر عنها صرير مزعج ، في إطباقها المفاجئ لسماعة الهاتف عندما يباغتها أحد وهي تهمس ، في النكت البذيئة التي تخبرها لأختها الصغرى وهي تضفر لها شعرها ضفيرة مقلوبة تحبها كثيراً ، في سلامها الطافح بالسكّر على أبناء عمومتها ، وحتّى حين نتفت لها بتول السودانية شعر أطرافها (بالحلاوة) قبل زفــافها ، ولم تمانع في حسر ردائها عن مناطق حساسة من جسمها لإزالة الشعر منها
لم تكشف لأحدٍ سر ولعها بسدّ كل الثقوب في المنزل ، ولا إدمانها إدخال المفاتيح في الأبواب ، ولا حرصها على وضع الأغطية البلاستيكية على (أفياش) الكهرباء . كانت تبرر ذلك بعد إلحاحٍ متواصلٍ من أختها لمعرفة السبب ، بأنّ كل الفتحات تحتاج للدفء، بعد زواجها ازداد هوسها بسدّ الثقوب ، لكنّ ثقب روحها تعاظم اتساعاً . انكمشت واقتربت من الأرض ، واستطالت قامة زوجها أكثر; بقيت متكورةٍ في فراشها والجدران تقترب وتقترب لتصهرها ، وتقلّص السعة في وجهها ، وروحها ، وآمالها . وأيقنت أنها لن تتوقف حتّى تطبق على أنفاسها يوماً
فتحت أختها الباب فجأة فأوقف ذلك الجدران عن التقدّم . جلست على طرف السرير وهي تتأمل وجه سميرة المدعوك بالأسى و قالت لها:
- عندما نركب ذات العربة ، وتهزّنا بذات الطريقة ، دائماً تصل ، ولا أصل .. ماذا يعني ذلك ؟
- يعني أنّكِ لن تحظي بضفيرة مقلوبة بعد الآن .
كنت أعتقد بأن الثقوب تثيرني
ردحذفاليوم أعلم بأنها تثير الآخرين أكثر لي
؛
شوه النص تلك العبارات العاميه
؛
كونِ بخير
:evil: :evil: :evil:
ردحذف:twisted: :twisted: :twisted: :twisted: :twisted: :twisted: :twisted:
ردحذف