قصصٌ مالحة
------
بين الشقوق ، قصصٌ مالحة..
كنّا نقترب من الجدار الذي يهبه " الدينمو " نبض الحياة . وكانت الشقوق المتكلّسة ، صناديق حكايا متراكمة على جبين ميناء ، وكان نسيجها المتآلف هبة الماء .. في كل مرة ، تمتد أذرع الشقوق الغضّة في نداءٍ للحياة مبللٍ بالخجل ..
يصطدم رأسانا ونحن نحاول رصد هيكلٍ متعرّج لمستوطنٍ جديد .. ونكاد نؤمن أن القبيلة التي لا ظلّ لأهلها ، ستموج بالحركة ويعلو ضجيجها .
في الجهة اليمنى من الجدار ، لمحتُ تصدّعاً جديداً يشبه طفلاً ماداً ذراعيه . وكان الصدأ يعلو القشرة التي ما زالت منتفخة فوق كتفيه ، ولم تجفّ بعد لتكوّن رأساً محدد المعالم ... قالت لي ضاحكة :
- لا تلمسينه .. هذا توه مولود ومابعد غسلوه
نظرتْ إلى ذراعيه وعلّقت:
- لا وأمه بعد ما شربت حليب .. شوفي ايدينه كنها سلوك
انفجرنا بضحكٍ لم يتجذّر في تلك الأراضي المالحة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق