الخميس، 27 سبتمبر 2007

لا ذاكرة للماء..



أنا وأنا فقط . كلاعب سكواش يحاور جداراً . في عراء الكلام المنخفض السقف .



كم أكره المصاعد الضيّقة ! وفوزية حين تفرّ من إحساسها بالألم إلى دولاب الملابس ! وأكشاك التصوير الذاتية الشبيهة بالتوابيت . كم أكره الأماكن التي تقترب لتخنق ثرثرتي .. أكره كل مكان يحصرني معي ..


أتمنّى لو ألعب الــ بينق بونق مع شخصٍ ما ..
أخبره كم كان فيلم (آنجيلاز آشز) دافئاً رغم أجوائه المبتلّة ، وآسراً رغم لون الرماد الذي وحّد لقطاته ، وكم كانت المشاهد تتوالى براحة تامة مكنتني من التقاط كامل التفاصيل ، فيضرب كرة البينق بونق في وجهي مباشرة : " لكن الكآبة ورائحة البول المختلط بالمطر أشعراني بالغثيان


أخبره أن أصحاب العيون التي تنتهي بانحراف ناعمٍ في زواياها ، يحملون تلك النزعة الملائكية التي تجعلهم لا يكبرون أبدأ. تظلّ الضحكات ترقص في ذلك الانحناء للمآقي البريئة ، مثل فُضيل الشاب الطفل، فيتلقف الكرة بقبضته اليسرى ويسبل عينيه ويرد بخجلٍ مضحك : " الله يسلمك "
أخبره أنّي أشكّ كثيراً في أنّ أغنية ( تو النهار توّه ) هي للجميري بالأصل . فيضرب الكرة بلا ثبات
" ربما لم تكن له .. لكنّه بالتأكيد كان غامراً في أدائها ، ويردد بنظرة ساهمة ( ما يندرى فـ باكر .. لتسمح ظروفك وعيوني بتشوفك ) "
أخبره أنّي البارحة فزعت من اضطرابٍ تكرر في خفقات قلبي . فيضرب الكرة بخبث إلى أقصى زاوية في اليسار .


" وهل لديكِ قلب ؟؟؟ "
أخبره أنه كنوء سعد السعود ، إذا طلع ذاب كل جمود ، وانتشر كل مصرود . فيضرب الكرة بحنوّ بالغ ..


" وأنتِ سعد الذابح .. "
أخبره كم أحتاج إليه لألعب الـ بينق بونق .. لأفوز وأبكي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق