الخميس، 27 سبتمبر 2007

اللاطمأنينة

أحاول رصّ الكثير من الثوابت الروحية في فراغي الراقد ببلادة لتتشكل له هيئة عمودية بين غلالتي شموخ مصطنع ، واستقيم بثباتٍ حتى لا أكون الساقطة الوحيدة من شخوص البولينغ ، وآخر ما آراه قبل سقوطي ، خيبة الرامي الممتدة بطول الممر الفاصل بيننا .
في النهار الأعمى ، يباغتني المزاج اللعين كدمية اللعبة النبّاضة . يشق جبيني ضوء ساطعٌ متخمٌ بالرغبات التسلوية ، وتسيل الأهواء الشيطانية -التي كانت مضمومة كباكورة - من رأسي .
أخلع رأسي وألوح به كآخر عقبة كأداء تفصلني عن الجنون . وبقلبٍ ينزّ حموضة ، ابتسم باستخفاف ..
"من ليس معي ، هو عدوي . ومن معي ، يزعجني" * . تنشب حرب أهلية بين شطري ، الشطر الذي معي ، والشطر الذي يزعجني . أدور بكلـّـيتي الملتهبة في دوامة حول ثقبٍ هائل من هباء ، وقبل أن تسقط علي سماء الغشية، أرفعها بسبباتي ، وأعيد لصق أشلائي من الذاكرة التي أصابها التلبّك ، وتقيأتْ مافيها من صورٍ ممسوخة ..
لم يجمع الناس على إله ، ولم يتوحدوا في ذاكرة جماعية ، ولن يتذكروني .. ولا أتذكرني ..


* أنسي الحاج


-------------------------------------



تتوجس من تلك الأحاسيس المنمنمة ، و تتشابك داخلك الوساوس حول ما تشتهيه كدغـــل هائل ، وتتعلّق مقلوباً في بندولٍ يتأرجح بين نعمٍ ولا ، بين فجور وطهر ، بين ظلمة وعتمة .. تتأرجح لأن البياض أقصى اليمين كان ناصعاً جداً ، والسواد أقصى اليسار كان حالكاً جداً .. تترنح مقلوباً لأنك لا تدري هل يجب أن تفعل ما تريد ، أم أن تريد ما تفعل ؟


رأيت كل شئ
و أعجبت بكل شئ
لكن كل شئ كان إمّا زائداً علي ما أريد
أو أقل مما أريد
لا أدري كيف!؟
و هكذا تعذّبت


- فرناندو بيسوا


-------------------------




عندما تشتّد عتمة أيامك ، وتجفّ أوديتك ، وتتشابك على جوانبها عروق الحنظل ، تشرع بوابتك للأصحاب .. فيدخلون من الرتاج ..تتمنى لو أنّ بطون استفهاماتهم حبلى باللهفة والخوف الحقيقي عليك .
تتمنى لو جاءتك تساؤلاتهم بعجل متعثرة بقلقها ، منشغلة بك عن (أكواد ) زينتها . أسئلتهم مجوّفة ، وخالية من نبرة الاهتمام الصادقة ، فهي كالصمت .. فارغة تماماً . لا يريدون حقّاً أن يعرفوا سبب التعب الذي يثقل كاهل حروفك ، ويجعلها متراخية لا تقوى على حمل شـدّاتها ..
أو يريدون معرفته شريطة أن لا يكون تعباً ناضجاً جداً .. طريقتهم في السؤال عمّا يحزنك ، وشراء (الحبحب) هي ذاتها ، أن يكون على السكيّن .


.

هناك 8 تعليقات:

  1. خاطفة وتتترك أثراً لا يمحى ..

    مشاعل ، نورتي

    ردحذف
  2. " تتمنى لو أنّ بطون استفهاماتهم حبلى باللهفة والخوف الحقيقي عليك ".
    لا ما اتمنى
    لأنهم الأصحاب الحقيقيون ومافي اصحاب غيرهم !

    ماعدت افكر هكذا الحمدلله جل تفكيري كيف يمكن للناس لمن سموا _ وما سميتهم أنا _ _انفسهم اصحابي وأقرباء ومعارف ألا يؤذونني على سكينتهم

    ردحذف
  3. كاريزما لماذا أظن أنك امرؤٌ ماعنده آلام ولا عتمة ولا ولا

    خيالات غير بشرية ههههه !

    ردحذف
  4. أي أحد ..

    هل صار جلّ ما نتمناه أن نأمن أذى من حولنا ؟
    آمل من الأصدقاء تحديداً أكثر من ذلك ..

    ما عندي عتمة ولا آلام ولا .. ولا ... ؟؟
    ههههههههههههههههههههههه

    الله يسمع منّك .. :)

    ردحذف
  5. تتمنى لو أنّ بطون استفهاماتهم حبلى باللهفة والخوف الحقيقي عليك

    قصدت لانهم أصحاب حقيقيين أصدقاء صدق فما أتمنى أن بطون استفاماتهم حبلى بالخوف واللهفة الحقيقية علي لماذا أتمنى ذلك والاستفهامات حالمن باللهفة والخوف الحقيقي علي
    لماذا أتمنى وجود شي بديهي مع الصدق هو موجود

    فهمتي :(
    ولكن الآن أكثر ما أريده من الآخرين غير اصدقائي الحقيقيين ألا يؤذونني هذا ما اريده

    تراي بديت أخاف أزعل جد :( :(

    ردحذف
  6. أيتها الآنسة
    ودي أحرر فهمتي :(
    ما كان لازم أقولها كذا كان لازم ألفلفها وأدورها عشان أنت رقيقة واي سأقسو عليكي

    ردحذف
  7. فهمتك .
    لا مشكلة لديك مع أصدقائك الواقعيين والنتيين . هنيئاً لك .
    ما كتبته أنا كان لمن يعاني من برود هؤلاء الأصدقاء ..

    لا يوجد ما يستحق التحرير .. ويمكنك الاعتماد على صلابتي كثيراً :) ..

    مرحباً بك في أي وقت .

    ردحذف