الأربعاء، 28 يناير 2009

آه طويلة كـهجرة ..

يالله !!
لو أنّ انتفاخات أمّي العديدة لم تعبّأ بالأعضاء الذكورية !! لو أنّها مثل جارتنا التي ترهّل بطنها متثاقلاً جرّاء سبع ولادات لبنات نعش تعربشن بنافذة روحها كدالية .


كل أربعاء ، تتهاوى دواخلي بانطفاء ، وتتراكم على بعضها كالنَـدّ المترمّد ، والمتماسك بوهن وسط صحن خزفي بثقب صغير ..
كل أربعاء ، أبحث عن عينٍ تجترح سكون الحائط . عن عينٍ ترتشف الأفق . عن عينٍ تسلم بصرها للسماء .. ولا أجد غير نافذة إلكترونية باردة اللمعة ، وفضاءٍ سايبري متشبّع إملالاً ..


.

قاصّة سيئة ،


الفتاة التي قتلتها بحادث سيارة شنيع قبل أن تصل إلى السوق مع والدها ، عادت إليّ البارحة .
الفتاة التي قتلتها بحادث سيارة شنيع قبل أن تصل إلى السوق ، أخبرتني أنّها تألمت بشدّة قبل أن تموت .
الفتاة التي قتلتها بحادث سيارة شنيع ، دفنوها بلا رجلين .
الفتاة التي قتلتها ، ... قتلتني .


.

¿

كغيابٍ يسير على قدمين من خيبة ، ويصفق آخر باب قبل أن يتمدّد في الروح ، ستكون هذه الكلمات ..
جدّي لأمي كان مئذنة ، ومديرتي السابقة كانت خذروفاً نزقاً ، وأنت ستكون الفارس المقطوع الرأس ،
وسـرّ رأسك المقطوع هو الوارث مـنّي ..
وأظل قبلك وبعدك كحصاة تتدحرج لا ينبت عليها عشب ،
كخطوة استدارت قدم خالقها قبل أن يكتمل أثرها على الرمل ،
كالماء بلا ذاكرة ..


.


.

تحرير

أصحو وكلّي رغبة في تحرير روحي المكبّلة بالوعود المذهبّة الأطراف ،

ويومي المجزوء إلى ثلاثة واجبات غير قابلة للتأجيل ،

وخيالاتي المحصورة بطبق بسبوسة بالقشطة وبخطّة يلزم تدوينها ،

وتنتهي جلبتي الروحية إلى تحرير مشاركة تافهة في موضوع أشدّ تفاهة !!

.

Two Women Running on the Beach



هل سبق أن ألبستك والدتك كنزة صوفية فوق بيجامتك الداخلية ، ونبّهتك إلى أن تمسك طرف كمّ البيجاما بأصابعك حتّى لا يرتفع لأعلى ساعدك حين تدخل ذراعك في كمّ الكنزة ويضايقك ؟

لولوة كانت تفعل ذلك .

تنبهني دائماً إلى تجنّب تلك الأمور الصغيرة التي يمكن أن تعكّر مزاجي .
وهل سبق لك أن بلّلت مع أطفال الجيران مناديلاً ورقية وكوّرتها وقذفتها باتجاه السقف ، وضحكت بفرح طفولي عند التصاقها فيه ؟
لولوة شاركتني فعل ذلك .
بلّلت معي مناديل عابثة ، وقذفناها معاً باتجاه سقف الضجر في دائرة حكومية صارمة الجدران .
لولوة كانت دائماً هناك . وجودها حتمي ومفروغ منه كوجود القفازات في حقيبة بسمة ، كالشامة في منتصف ساقي ، كإشاعات تمديد الإجازات المدرسية ،كحديث أصالة الدائم عن والدها .
لولوة كانت دائماً هناك ،
كانت هناك ،
كانت ..