سبعينية ..
----
أم راشد ، جملة منصّـصة لا تفتح أقواسها لباقي الكلام . رأيتها بعد غياب خمسة وعشرين عاماً ، وكانت لها نفس العيـنين ، اليدين ، ) شيلة المنيخل ) ، والخاتمين ..
للخاتمين نفس الفص الفيروزي المقصوص بشكلين مختلفين . تلبس المربع في بنصر اليد اليمنى ، والدائري في بنصر اليسرى ، كمشيئة إلهية لا تقبل التبديل .سألتها لمّ الفيروز تحديداً ؟ وبهذا التصميم الأكثر من قديم ؟
لم يكن لديها الاعتقاد الشامي بأنه طارد للعين وصادّ للحسد ، لكن وبكل بساطة لأن " اللي ما تلبس خاتم شردزي* ، مهيب مرة " . خطر في بالي أنّها لبسـتهما طوال عمرها لتـقول لي هذه الجملة ، فالــ " السلاح الذي تحتاجه مـرّة واحدة ، عليك أن تحمله العمر كـلّه *" .
عندما تزفر بحرارةٍ وتحوقل ، كسانيةٍ ترسل عويلاً حادَاّ مباغتاً ، أشعر أنّ روحاً قريبة قد سبقتها إلى السماء وأنّت سنونها السبعون لذلك .. أسلمتُ لها بصري وسمعي منتظرة أن تقطع صمتها الذي طال . صمتُها الذي أنطقته الأكزيما ،..
- ورا ما قريتي عليها ؟ تنظر إلى يد "مجودي " .
- هذي أكزيما يا خالة من الولادة . عندي لها كريمات .. مرّات تزيد ومرّات تخف .
- هذي حزاة * وأنا خالتس . روحي لشيخ يـِـبرم عليها خيط بثلاث عقد ، ويقرأ عليها وتبرا إن شاء الله ..
خيطٌ منسولٌ من البركة ، شيخٌ ينفث لينعقد الخيط التفافاتٍ من نور ، منقوع الزعفران - الرواء المكتنز بالطهر .. مشهد يغري بالتلصص ..
* شردزي : شرقي
* رسول حمزاتوف
ياجنّة الحديث .
ردحذفياعِراك الذاكرة بالأشياء تؤججها حين تشخص أمامها ..
.
كَ هذا وأكثر ياكاري .. يطيب لي والله .. يطيب لي ..
(L)
يا لقدرتك على السرد و الاتقان .. أنت مكسب يا كاريزما و متابعتك شأن لذيذ و رائع !
ردحذفجمييييل
ظننتك غير قادره على العوده مجددا خاصة ً بعد الجدران المتصدعه كاريزما !
ردحذفالكثير أود قوله !وأكثر منه يتزاحم فوق لساني حتى أثقله وأعياه عن النطق !
أنتي هنا تعودي وربي كما عهدتك !
وهذا مايفرحني !
عبدالعزيز .
للسنبلة المثقلة بالعطاء ،
ردحذفمثلكِ يستقرّ في القلب ، والله ..
كم أنتِ قريبة !!
للأبيض ،
ردحذفأسبغ علي من حيادك وصفائك وطهارتك في كل مرّة تمرّني بها .
حضورك أكثر جمالاً ..
عبد العزيز ،
ردحذفكنت تظن ، وكنت تظن .. وخاب ظنّك .
خيبة مفرحة لكلينا :)
كان لابد أن أعود ، لم أحتمل لون الكدر القاتم .
سعيدة بك والله ..
جميلة ياكاري .
ردحذف