كنّا في جلسة استراحة بين الحصص حين شدّت ريم ملامح وجهها باستياء وقالت : إف !! ريحة مجاري ! .
لم أردّ ووافقتها أسماء بسرعة .
رغم هذه الـ " إي والله " الحاسمة والسريعة إلا أنّي لاحظتُ نظرة أسماء الجانبية للنافذة ، وأنفاسها القصيرة المتتابعة .
الحيلة نفسها التي كنت ألجأ إليها سابقاً كي ألتقط بخفاء طرف الرائحة التي شمّوها وميّزوها قبلي . كان لدي اعتداد أبله يمنعني من كشف ضعف شمّي أمامهم بسبب
التهابٍ مزمن في الجيوب الأنفية ، ويضطرني إلى تجنّب سحب نفس متكرر عميق يفضح فشلي مع الروائح الخفيفة .
أمام أسماء سنوات طويلة لتدرك أن هذه الحيلة غبية ومملة وقصيرة العمر ، وأنّها لابد أن تتقبل فكرة أن أنفها سيخذلها مرات عديدة وسيحرمها من لذّة التقاط الرائحة
النفّاذة قبل الآخرين بثوانٍ ، وسيتطوّر الأمر إلى عدم التقاط الروائح العابرة نهائياً ..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق