الاثنين، 4 مايو 2009

لا بأس ..


لا بأس إن أتيت بعد أن صغرت أحواض النعناع ، وكبر حوضي ،
لا بأس إن أتيت بعد أن صعد العمر الدرج لينام ،
لا بأس إن أتيت حين ارتخى جفن الشغف ، وتعلّق الصباح بأهداب النوافذ ،
لا بأس إن أتيت متأخراً بهجتين ،
فجيعتين ،
حلمين ،
وسقطتين ..
فما زال في الروح رمق .


 


Each morning I get up, I die a little



وأنا أيضاً ، عندما استيقظ أموت قليلاً . لكنّي أؤجل هذا الموت المقسّط إلى الظهيرة هذه الأيام . وهذا ليس تشاؤماً بقدر ما هو عقلانية مفرطة .


فكل يوم جديد يقربني أكثر إلى موتي , موتي الذي سيتأخر وسيكون سريعاً وبلا دراما ساخنة كما آمل .


يختنق الظلام بأنفاسي المنتظمة ، ويفرّ بعتمته عندما أفتح باب الغرفة متمنياً للنور حظاً أوفر منه ، ومتمنياً لي موتاً عاجلاً يخلّصه من الجدران الأربعة التي سأحبسه فيها طوال هذا الأسبوع ، وربّما فكّر بخبث في أنّي سأكون يوماً ما - وبعد أن أتحلل - وقوداً لسيارة " تـاكسي " تشويـها شمس النهار ولا فرصة لديها لترتاح .


مشكلتي مع الظلام أنّ أمامي أسبوع كامل لأنام بإخلاص في غرفة معتمة ..


 


* من أغنية Somebody to love

I lost my swing

ليست بداية جيدة أن أعلن " أنّي فقدت أرجحتي " * . تلك الأرجحة الربّانية المولودة معنا والمنسوجة من خيوط ذواتنا ، والتي تجعلنا نتفرّد رغم أننا نملك العدد نفسه من اليدين والأصابع . لكن إن كان لابد من دخان صاعد للخيبة ، فلأشتت تكاثفه بسبّابتي .
عندما كان قادراً على إقناعي أنّ خط الأفق مائل ، أمسك بالدفتر وبدأ برسم عمود حلزوني يمين كل صفحة ، وعندما انتهى قلب الدفتر وبدأ بالرسم على الجهة الأخرى من الصفحات .
بعدها أعطاني الدفتر وقال : صار عندك دفتر حلزوني .. اكتبي . ما عاد لك حجّة !!!
لم تعد تلك الحيلة مجدية يا رفيقي ، ولم يعد خط الأفق يميل ..


* من فيلم The Legend of Bagger Vance .قصة لاعب قولف يجد أرجحته بعد طول فقدان .