الأصحاب ..!!
هل قلت أنّي أحب البحث عنهم ؟ وأنّ ذلك يوهمهم بأنّي وفيّة بطريقة ملائكية ؟
حسناً .. لم تكن تلك العبارة دقيقة تماماً .
فلم أحب ذلك التظاهر ، وجرّبت كثيراً تقبله وفشلت .
وكانت تلك الرسالة مجتزأة من محاولة باردة لتبطين حروفي بمودّة حقيقية ، واستجلاب بعضاً من شجن ياس خضر المنغّم ..
ولأنّي أنجذب لأرواح تشبهني ، فلم يكن صادماً لي أن يردّ أحدهم بــ :لستُ كائناً وفياً .. لأني أعرفُ أن الألم ضريبة الوفاء .وشرح لي كيف أنّه يعشق المحطّات السريعة لأن الوجوه فيها تأفل سريعاً ولا تعلق بذاكرته وبروحه .
وذكر شيئاً عن أن الناس يذوبون في ذاكرته كأقراص الفيتامين الفوّارة .
ولمّح بطريقة خاطفة إلى أنّ محاولتي تلك مكشوفة ومرفوضة ..
محاولة كتـلك ، تستحق ردّاً كهذا . ولن أردّد بحسرة " وفيت وفي بعض الوفاء مذلّة " لأننا كذا صرنا ( خــالصين ) :)
وأوصيته قبل أن أغادر ولوقت طويل :
احفظ قلبك المتكلّس ، كما حفظك .
احفظه ، فقد جاهد نفسك الأمّارة بالضعف ، بالشوق ، وبالحنين .
وهيأك لتكون الخيط المنسلّ من الضفائر الاجتماعية التي تعاود الالتفاف على بعضها برتابة .
وكن كما عهدتك خاطفاً كلمعة ، خفيفاً كـ رمش ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق