الجمعة، 17 أبريل 2009

شذرات ..

₪  أخبرتك سابقاً أنّي أراها تقف أمام حوض المغسلة في المبطخ تنظف بعض الأواني بفتور وملل . وأن ( قيشاني) المبطخ الباهت الزخرفة فوق الحوض منتفخ وعلى وشك السقوط .
وأنّي أتابعها بحيرة وصمت وهي تغسل الصحون غير عابئة بوجودي ..
لكن الذي لا تعرفه أنّي صرت أراها بشكل متكرر وخانق ، وأنّي حتّى هذه اللحظة لا أدري لمَ تزورني ، ومن هي ، وماذا تريد ؟
وأنّي بقدر ما يعتريني من فضول ، أخشى أن تلفت وأعرفها .. أخشى أن تكون أنا ..


₪ عنّت ذكراه ،... نحيلاً هادئاً يتوسطّ سجادة حمراء ممدودة على سطح الخزّان الأرضي الإسمنتي - الممهور بخطوات متباعدة لقطّ جرى فوقه قبل أن يجفّ .
ونحن حوله ؛ الأخوة الصغار اليتبعونه كظّله . يعزف على " البوص " لحناً يصرّ أنّه لأغنية " عمّي يا بيّاع الورد " ، ونصدّقه ... حينها كان يؤمن مثــل
المعلّم الصيني " وو شي " أن الناي رسولٌ للريح ، وحينها .. كان اسمه عابد .


₪ التردّد ليس منقصة على أيّة حال . قد يعني أنّه لسحر لحظة اتخاذ القرار ، أحاول تكرار معايشتها ..
فالموج لم يحسم أمره بعد مع نهايات اليابسة ، ولم يوصم بالتردّد .


₪ كنّا نلتقي كل صباح . بسمات بلهجات مختلفة وكانت الحجازيّة أكثرها اتساعاً .
يالبـسمتها الطريّة !!


₪ الأرض تحب ساكنيها إلى حدّ أن جعلتهم بطانتها .


₪ الطمأنينة دناءة روحية  *
طمأنينتي عائمة تنتشر في دواخلي كيفما اتفق ، وقلقي نافذ جداً يعرف إلى أين يتّجه .
* تولستوي

وإيّاي فاذكر .. *

₪  [السماء مفضوحة الغيم ، وسخطي قادني إلى ورطة الكتابة]


₪ الكلام العذب يتراخى ، واللهفة كانت شهوة ريح ..
لكثباني التي أيقظت فيك شهوة العبور : ..... بئساً .


وحـ ألومك ليه !! ويفيدني بإيه !!
بأتمنى لك ألف سلامة ...


العتب عرق متصلَب في كفّ تلوّح إثر وداع ،
والملامة حماقة أخيرة لا يحتاجها حبّ آفل ..
طوبى لذاكرة ملساء لا تعلق بها التفاصيل .


₪  لا عزاء لما تدلّى ،
وحنيني الليلة أثقل أغصانه ،
فـ إلى قطافٍ مبارك أيها الحنين ..


* مرزوق بنعلي .

صور ..


الفتاة التي تلتقط لنفسها صوراً عديدة ، أثارت ريبة والدتها فتابعتها بصمت متحفّز .

تلتقط لنفسها صوراً عديدة قريبة وبعيدة ، محتشمة وفاضحة ، بالأبيض والأسود وملونة . يربط بينها ابتسامة عريضة وعزلة دائمة .
تلتقط لنفسها صوراً عديدة تودعها ابتسامتها التي تيقّنت من أنّها ستفارقها قريباً .
تلتقط لنفسها صوراً عديدة ليكون لها مكان في هذا العالم ..


.

الأصحاب ..!!

هل قلت أنّي أحب البحث عنهم ؟ وأنّ ذلك يوهمهم بأنّي وفيّة بطريقة ملائكية ؟
حسناً .. لم تكن تلك العبارة دقيقة تماماً .
فلم أحب ذلك التظاهر ، وجرّبت كثيراً تقبله وفشلت .
وكانت تلك الرسالة مجتزأة من محاولة باردة لتبطين حروفي بمودّة حقيقية ، واستجلاب بعضاً من شجن ياس خضر المنغّم ..
ولأنّي أنجذب لأرواح تشبهني ، فلم يكن صادماً لي أن يردّ أحدهم بــ :
لستُ كائناً وفياً .. لأني أعرفُ أن الألم ضريبة الوفاء .
وشرح لي كيف أنّه يعشق المحطّات السريعة لأن الوجوه فيها تأفل سريعاً ولا تعلق بذاكرته وبروحه .
وذكر شيئاً عن أن الناس يذوبون في ذاكرته كأقراص الفيتامين الفوّارة .
ولمّح بطريقة خاطفة إلى أنّ محاولتي تلك مكشوفة ومرفوضة ..


محاولة كتـلك ، تستحق ردّاً كهذا . ولن أردّد بحسرة " وفيت وفي بعض الوفاء مذلّة " لأننا كذا صرنا ( خــالصين ) :)
وأوصيته قبل أن أغادر ولوقت طويل :
احفظ قلبك المتكلّس ، كما حفظك .
احفظه ، فقد جاهد نفسك الأمّارة بالضعف ، بالشوق ، وبالحنين .
وهيأك لتكون الخيط المنسلّ من الضفائر الاجتماعية التي تعاود الالتفاف على بعضها برتابة .

وكن كما عهدتك خاطفاً كلمعة ، خفيفاً كـ رمش ..

الأصحاب ..


[ أحب البحث عن أصحابي القدامى ، يوحي إليهم أنّي كائن ملائكي معجون بالوفاء]


ألا تزال تسحب كرسياً وتجلس على كتف الغيم ؟


ألا تزال تبحث عن تميمة ضد الفراق ؟


ألا يزال قلبك مثل ما خابر ؟

يحدث كثيراً ..

الخوف ؛ ضوء أصفر يمتدّ خلف أذني اليسرى ، وألمحه بزاوية عيني . أملأ فمي     بـ " يا ربّ لا .. يا ربّ لا .. يا ربّ لا .." فتتداخل وتنعجن باقترابه ..
ويحدث كثيراً أن يغمرني الضوء الأصفر بشحوبه .
الخوف شديد الكسل . فهو يتردد كثيراً عندما يتعلّق الأمر بإرباك طمأنينة أرواح يجهلها ، وتحتاج معرفة نقاط ضعفها جهداً مضاعفاً منه .
يفضّل دائماً روحاً مألوفة .. ويحدث كثيراً أن أكون أول خياراته .


.