الجمعة، 27 يونيو 2008

سماءٌ خفيضة ..


يالهذا اليــــوم !كان الصمت كثيفاً يشي بكل الأنفاس التي راودته عن سكوته طوال النهار .
وكان السحاب شفيفاً لم يختمر .
وكان الهتّان بائساً كرذاذ عطسة مباغتة .
وكانت الريح موجوعة لم تقوَ على مشاغبة سدائل الستارة .


صعدتُ إلى فضاء خيالي لأهرب إلى الوجوه التي أفتقدها . اجتمعت عيونهم وشكّلت خرزتين عظيمتين باهتتين ، وفمّ مرتخٍ خاطته الخيبة .


---------------------------


وشايـــــــــــــــــة





همسٌ لم يبلغ حدَ الكلام ، متناثرٌ خلف الأبواب المواربة ..
وشايةٌ ثقبت السماء ، وومضَ شهابُ نجمة سقطت من عليائها ..
عن الفتاة التي استدارت أشياؤها منذ زمن بعيد .
عن الفتاة التي انفرطت رمانة روحها مرّات ومرّات .
عن الفتاة التي استعاذت برب القلق .
عن الفتاة التي عبرت بخفّة وأثارت رهجاً سرعان ما سيسكن .


سأرشّ الملح على ميسم الغياب ..
وأفتق رتق الكلام :
ليس بعد اليوم من إيــاب  ..
بَـددْ ... بَـددْ


-------------------


أيّها الصاعد ،انتبه ! .. في عينك حرقة آيلة للسقوط ..


________________________


القلق الناضج جداً


الخيوط المنسولة من " شماغ " رجل خمسيني يحمل في جيبه مفتاحين فقط .
عباءة زوجته المقلوبة .
" طفّاية " ابنه المتخمة بأعقاب السجائر .
طلاء الأظافر المقشور على أطراف أنامل ابنته .
نظرات طفلته المعلّقة بالنوافذ والأبواب .


القلق الناضج جداً ..


.


انصاتٌ لذاك الحفيف ، الحديث .

الماضون في خضرتهم على ساقٍ واحدة ،
الصاعدون إلى الله بذرةً بذرة .




إلى الشجرة في أقصى اليسار ،
أنا امرأة بساق واحدة .
في كل مرّة تقرر فيها الدنيا تسوية أمرٍ ما معي ، تلجأ إلى كسر إحدى ساقيّ ، وفي كل مرّة ، أنجح بالوقوف على الأخرى .. وبلا عكّاز .
أستطيع غرس ساقي السليمة في مساحة خلفية والثبات مثلكنّ تماماً .


.