الخميس، 25 يونيو 2009

ثانية عظيمة ..



هذه الثانية عظيمة جداً ،

هي ذاتها الثانية التي تناولت فيها منديلاً معطراً لأمسح به سواد الرصاص عن أصابعي ،


وهي ذاتها الثانية التي يطلق فيها رجل عجوز زفرة حسرة على جسدِ كان يطيعه ،


وهي ذاتها الثانية التي يسقط فيها قرط فتاة تردّ على مكالمة عاجلة ،


وهي ذاتها الثانية التي يفتح فيها حارس بناية البوابة لرجل أربعيني وزوجته ليدخلوا ...


.

هو ..


هو أعمق ، أكثف وأشدّ دكنة . وأنا منقوعة بروحه ..


تظهر بوادر تغلغله فيّ بشكل هالة شفيفة تحيطني . تشبهني وتشبهه لكنّها أقلّ كثافة منه ، وأكثر تركيزاً منّي .

الاثنين، 15 يونيو 2009

الشيء عندما يكون آخر ..

- أخبرني أمراً لا أعرفه عنّي .
- امممممم .... أنتِ مفتونة بالشيء عندما يكون آخر ؟
- ؟؟؟
- مكان آخر . شخص آخر .. شغف آخر .
ليس بالضرورة أن يكون هذا الآخر أرحب أو أمتع أو أكبر . يكفيه فقط أن يكون آخر .
- أوووف !!! وماذا أيضاً ؟
- أنتِ من النوع الذي يعتاد ويألف الأشياء من حوله .. ويرتبك عند أدنى تغيير يطرأ عليها . ولو اضطركِ الأمر لتغيير رقم سرّي بقى طويلاً معكِ ،
ستخطئين وسوف تستخدمين رقمكِ القديم أكثر من مرّة .. وسترمين منديلاً مستخدماً خلف باب غرفتكِ .. رغم أنّ الخادمة قد غيّرت مكان سلّة المهملات منذ أسبوعين ..
- يالله !!!!!
- دوركِ الآن .. أخبريني أمراً لا أعرفه عنّي .
- هل تعرف أنّك قادر على استئناس الغيم ؟
- ؟؟؟؟؟؟
- عيناك غيمتان من ظلّ رحيم ..

الخميس، 11 يونيو 2009

.

... وبرعم صغير في سيناء ينتظر سقياك .

.

رسم ..


في قصة « بحثاً عن العمق» من كتاب ( ثلاث حكايات وملاحظة تأملية ) لزوسكند ، قال الناقد لرسامة ناشئة ومن دون أي سوء نية: إن ما تقومين به جميل ولافت، «ولكن عندك القليل جداً من العمق» فقادها ذلك إلى محاولة الانتحار بعد دوامة بحث عن العمق ..
والمفارقة أنه بعد موتها علّق بـ : « أن أعمالها الأولى الساذجة ظاهراً، تنطق بذلك التمزق المرعب»، وأن في تقنياتها «تمرّداً موجّهاً إلى الداخل، يحفر الذات حلزونياً».
----
فكّرت كثيراً برسّامة مبتدئة تتدرب عند رسّام محترف ، ويطلب منها تقليد إحدى لوحاته . وبعد أن تنهيها ينظر إليها باستياء بالغ ويقول :
- لوحة فاشلة .
- لكنها تطابق اللوحة الأصلية تماماً !!!
- هذا هو الفشل بعينه ...


إن كنت تعتبر أنّ مشكلة ذوقي الموسيقي رخاوته المفرطة ، وقابليته للتمدد في كافّة الاتجاهات مما يفقده هويته الشكلية ، فإليك الطامة الكبرى :



صار رخواً وشديد اللزوجة . وحين يمتدّ إلى فضاء ما ، تعلق به أصوات ملوّنة وأنغام متعاقبة يجمع بينها خفّتها المتناهية .



.


ما سخاو بيّا .


وَأَنَا رَانِي مْشِيتْ وَالْهَوْلْ دَّانِـي وَالْدِيَّا وَاحْبَابِي مَا سْخَاوْ بِيَّـا
بَحْرَ الْغِيوَانْ مَا دْخْلْتُه بَلْعَانِي ..


حين يتكوّر الكلام فيثقل رأسي ، ويحنيني كقوسٍ من الألم أتذكّر الذين " ما سخاو بيّا " ..


الذين يمسّدون حلقي ليتبعثر الكلام ..


الذين يبتسمون فينبت للصمت نبرات ..


الذين هم " والديّا وأحبابي .. "




رايحة وإلا جاية ؟




أتريّث طويلاً في الثانية الفاصلة بين حركتين . إلى الحدّ الذي يحيّر من يصادفني في تلك الوقفة ، ويجعله يتساءل عن إذا ما كنت سأدخل أو أخرج !
تريّث مزيّغ الانفعالات . فلا يستشفّ منه الآخرون نواياي حتّى لو دقّقوا النظر .
هذا التريّث الطويل والذي يشبه دخوله خروجه ، مرهق لي ولهم .