الاثنين، 7 يناير 2008

سبعينية ..


----




أم راشد ، جملة منصّـصة لا تفتح أقواسها لباقي الكلام . رأيتها بعد غياب خمسة وعشرين عاماً ، وكانت لها نفس العيـنين ، اليدين  ، )  شيلة المنيخل ) ، والخاتمين ..


للخاتمين نفس الفص الفيروزي المقصوص بشكلين مختلفين . تلبس المربع في بنصر اليد اليمنى ، والدائري في بنصر اليسرى ، كمشيئة إلهية لا تقبل التبديل .سألتها لمّ الفيروز تحديداً ؟ وبهذا التصميم الأكثر من قديم ؟


لم يكن لديها الاعتقاد الشامي بأنه طارد للعين وصادّ للحسد ، لكن وبكل بساطة لأن " اللي ما تلبس خاتم شردزي* ، مهيب مرة " . خطر في بالي أنّها لبسـتهما طوال عمرها لتـقول لي هذه الجملة ، فالــ " السلاح الذي تحتاجه مـرّة واحدة ، عليك أن تحمله العمر كـلّه *" .


عندما تزفر بحرارةٍ وتحوقل ، كسانيةٍ ترسل عويلاً حادَاّ مباغتاً ، أشعر أنّ روحاً قريبة قد سبقتها إلى السماء وأنّت سنونها السبعون لذلك .. أسلمتُ لها بصري وسمعي منتظرة أن تقطع صمتها الذي طال . صمتُها الذي أنطقته الأكزيما ،..


- ورا ما قريتي عليها ؟ تنظر إلى يد "مجودي " .


- هذي أكزيما يا خالة من الولادة . عندي لها كريمات .. مرّات تزيد ومرّات تخف  .


- هذي حزاة * وأنا خالتس . روحي لشيخ يـِـبرم عليها خيط بثلاث عقد ، ويقرأ عليها وتبرا إن شاء الله ..


خيطٌ منسولٌ من البركة ، شيخٌ ينفث لينعقد الخيط التفافاتٍ من نور ، منقوع الزعفران - الرواء المكتنز بالطهر .. مشهد يغري بالتلصص ..


* شردزي : شرقي


* رسول حمزاتوف