الخميس، 1 نوفمبر 2007

حين أكون ..




حين تقصر الظلال عن حجبي بالكامل ، وينكشف بعضي مثل حافة ورقة تطل من درج مغلق ..
حين ارتدّ عن خطوة اتجهت يميناً قبل أن يكتمل أثرها على الرمل ، وأنسى فمي مفتوحاً بعد آخر آهٍ ، فيملؤه الصمت ..
حين ينثلم حلم الليل ، وفي الصباح ، أصحو فاترة كموعدٍ مــمل ، ناضبة كـوادٍ عتيق ، مستوية كأرضٍ لم يضاجعها محراث ..
حين يتلبسني قلقٌ فائض ، قلقٌ من النوع الرديء جداً والذي يشبه لباساً ورثته من إخوتي الكبار ولم يحفل أحدٌ بقص أطرافه ..
حين أنكمش كـ " كريمة " قديمة في الثلاجة متغضّنة السطح ، ومنفصلة عن حواف الصحن ..
حين أحزّ أصابعي وأنا أحاول قطع خيط البلاستيك العالق بـ" تكت " الملابس الجديدة ..
حين تخرج رغبةٌ مجنونة من اللامكان وتتمدد بخفّة على ذيل فستانٍ يتعلّق بخصر فتاة شاهدتها يوم الخميس الماضي ولا أذكر اسمها ، وثانية تندّس بين الكلمات المسحوبة على شريط الأخبار في قناة العربية ، وثالثة تقفز بشيطنة على دوائر ظلال العيون البرّاقة في الدرج العلوي من تسريحة غرفتي ..
حين تفقأ أثلة عين غرفتي ، وتعميها إلى الأبد ..
حين أحاول تخطي مكتبي الباهت الزخرفة، ويرتطم فخذي بحافته الحادة لأني لا أجيد تقدير المسافات...
حين أحمل مخزوناَ من الشحنات الكهربائية أكثر من المعتاد ، فلا أصافح الناس أو أقترب منهم خوفاً من اللسع ..
حين أكون ..