الثلاثاء، 16 أكتوبر 2007

لا مشكلة لديّ ..





لا مشكلة لديّ ..
فالصباح سيأتي بعد قليل وسينزع اللفائف عن مومياء الليل لتستيقظ أوجاع العظام .


لا مشكلة لديّ ..
بالأمس سقَف أبي الشرفة فصارت مخزناً إضافياً .. ولن تحاول الطيران بعد اليوم.


لا مشكلة لديّ ..
فالسماء قالت لي : توقفي عن شدّ خيوط المطر ... لن أنزل إليكِ .. لكن أنتِ من سيصعد إليّ .


لا مشكلة لديّ ..
أنا الآن في قمة العادية ولا ألفت انتباه أحد . أرتدي قميصاً بلون مبحوح به الكثير من النعس ، وبقصة حول عنقي وقورة جداً .


لا مشكلة لديّ ..
يمكنني أن أموت الآن أمام الجميع بطريقة جيدة ولائقة ، فقد متّ مراراً من قبل .


لا مشكلة لديَ ..
لن أهرب بعد اليوم إلى غرفتي حين يزور جارُنا والدي ، فقد أصيب منذ شهرين بالعمى .


لا مشكلة لديّ ..
لن تجبرني والدتي على ترتيب سرير أخي كل يوم ، فقد رتبّه جيداً قبل أن يهاجر ..


لا مشكلة لديها ..
لن تتضمن قائمة طلباتها حبوب "gynera" ، أو فوطاً صحيّة .
لن يتعكر مزاجها وتثقل حركتها يومين في كل شهر .
لن تضطرّ أحياناً إلى فتح المصحف بقلم الرصاص عندما يحين وقت التلاوة في حصص القرآن .
لن تُحرم من لبس البنطلونات الضيّقة ، وانتعال الأحذية العالية الكعب .
لن تُجبر على دخول محل " مراحل " الذي تكرهه كثيراً .
لن تتناسل همومها من انتفاخ بطنها ، ومن لحظات المخاض ، ومن معاناة التربية .
لن يكون هناك من يوقظها مراراً في الليل لتعتني به .
لن يتبدّل روتينها الذي تألفه لسنوات ..
فقد تأكّد أن الورم خبيثٌ ولابد من استئصال رحمها ..